السبت، 15 نوفمبر 2014

الإنسان الحيوان

الإنســـان الحيوان
"بين العلم و الدين"



دائماً ما درسنا و تعلمنا و تعايشنا مع نظريات التطور ؛ و كيف كان هناك الكثير من الدلائل على تطور الكائنات الحيه من بين اللافقاريات و تسلسلات الأسماك و الإنتخاب الطبيعي للكائنات الحيه و كان المثير للجدل دائماً هو العالم "داروين" الذي عشقنا دراساته و عشنا في كتبه فدارون هو: (تشارلس روبرت دارون) ولد سنة 1809م، وتوفي سنة 1882م. وكما تقول الموسوعة العربية الميسرة: هو عالم طبيعي إنجليزي درس الطب بأدنبرة... ثم تخصص في التاريخ الطبيعي، وقد وضع دارون في كتابه (أصل الأنواع) 1859م. أسس نظريته والدلائل عليها بطريقة فذة رائعة، كما وضع نظريته عن أصل الشعاب المرجانية، وقد قبلها الكثيرون. ومن أعماله الأخرى: (أصل الإنسان والانتخاب بالنسبة للجنس )سنة 1871م، و (تنوع النباتات والحيوانات تحت الاستئناس سنة 1867م) أن الإنسان ما هو إلا حيوان من جملة الحيوانات، حادث بطريق النشوء والارتقاء، وأنه لمشابهته القرد، لا يمنع أن يكون قد اشتق هو وإياه من أصل واحد.
تدرج سلالات الكلاب

الإجمال في نظرية داروين هو تسلسل الإنسان من درجته الحيوانيه (القرد) إلى سلسلة من الهويات المختلفه لتتناسق مع متطلبات معيشته ؛ نزل من على الأشجار ليرسوا بعقله جوار النهر ليبدأ في إكتشاف النار و الزراعه و يختلف بين أبناء جنسه لتنشب الخلافات لتتطور للصراع الجسدي ثم التنظيمي ليبدأ القتال ثم تتطور بين المجموعات لتنشب الحروب .



لم يسلم "داروين" من الانتقادات خاصة (و إلى يومنا هذا ) لم يظهر دليل واحد على إثبات نظرية داروين أو ما يسمى بـ (الحلقة المفقوده) فالحلقه هنا هي الرابط بين الإنسان ما فوق الشجره ؛ و الإنســان المقاتل ذو الحربه في يديه.
و لعل أقرب الإحتمالات كان ما يسمى بإنسان "بولتداون" 1912 حيث تم إكتشاف جمجمة و فكاً يعودان للفتره ما بين 500.000 سنة ً و 750.000 سنة قبل الميلاد و كان المثير للجدل هو الفك حيث كان آدمياُ جدا ما عدا الأنياب كانت أنياب قرد كبير الحجم و الجمجمة دارجة الأنف مطابقة للقرده تماماً؛ و هنا ثار الكثيرون بأ هذه هي حلقة داروين المفقوده .. و هنا تم التأكيد بأن الإنسان تسلسلاً من القرد بعين ذاته في الفترات ما بين 600.000 سنة و 800.000 ألف سنة قبل الميلاد و هو نتاج الإنتخاب الطبيعي الأصلح لطبيعته في التنقل و الترحال و بداية التفكير و إنتشال نفسة من حقل الحيوانية.
جمجة بلتداون

و تم التحفظ على تلك الجمجمة التي قيل أنها كانت محمية أكثر من تاج ملكة إنجلترا نفسها دون أن يمسها أحمد حتى أخيرأ تم الموافقة على دراستها لتمون القنبله الكبري أن الفك تم التلاعب به ليشبة فكي القرده و أن الجمجمه بها آثار خدش و نحت !.
.و هنا عدنا لنقطة الصفر ؛ 
 بغض النظر ؛ كان هناك وقفا من جهة القساوسه المسيحين الذين كانوا في عصر معروف بشدة التطرف المسيحي و تعقيد الفكر الكنائسي ليصل لحد منع المريض من العلاج و طلب المغفرة بدلاً من العلاج ؛ كا هناك هجوما واضحا على داروين حتى قيل أنه لم يشبه الانسان بالقرد بل كان هناك تحريفا مصدره الكنائس و اتقل بدوره للفكر الشرقي مُحرفاً و لكن الصحيح أن كل الكائنات لها أصل واحد مشترك ؛ فالقرد و الإنسان لهما نفس العوامل المشتقه و لكن لم يشتركا في نقطه واحده حولت كل منهما للآخر.
سجالاً دائماً بين العلم و الدين ؛ أما موقف الإسلام من هذه النظرية فنوضحه في نقاط:
1_ قولهم إن الطبيعة هي التي تخلق عشوائياً وإن الإنسان ليس له خالق مصادم للقرآن الكريم لقوله تعالى: (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) [الزمر: 62].
ولقوله: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر: 49] إلى غير ذلك من الآيات. 

2_ ادعاؤهم معرفة كيفية نشأة الأحياء على الأرض يرده قوله تعالى: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) [الكهف: 51]. ولقد أخبرنا الله سبحانه أنه خلق الإنسان خلقاً مستقلاً مكتملاً، وقد أخبر ملائكته بشأن خلقه قبل أن يوجده فقال: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) [البقرة: 30].
وحدثنا عن المادة التي خلقه منها، فقد خلقه من ماء وتراب (طين) (فإنا خلقناكم من تراب) [الحج: 5].

وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تبارك وتعالى: خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزْنُ، والخبيث والطيب" أخرجه الترمذي وأبو داود. 
والماء عنصر في خلق الإنسان (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45]. وقد خلقه الله بيديه (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ) [ص: 75].
وهذا الطين تحول إلى صلصال كالفخار (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) [الرحمن: 14] والإنسان الأول هو آدم عليه السلام، ولم يكن خلق الإنسان ناقصاً ثم اكتمل كما يقول أصحاب نظرية التطور! بل كان كاملاً ثم أخذ يتناقص الخلق، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم عليه السلام وطوله ستون ذراعاً"، ولذلك فالمؤمنون يدخلون الجنة مكتملين على صورة آدم ففي بقية الحديث السابق "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم" ثم يقول صلى الله عليه وسلم: "فلم يزل ينقص الخلق حتى الآن". 

3_ قولهم بأن البقاء للقوي والكوارث هي سبب هلاك المخلوقات الضعيفة مردود بأن الموت يكون للأقوياء والضعفاء قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2]. 

4_ وأخيراً نذكر بالأصل العظيم الذي يبطل هذه النظرية وهو تكريم الله لبني آدم الذي لا يتناسب مع ردّ أصل الإنسان إلى قرد: قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [الإسراء: 70]. وقال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [التين: 4].

فالدين لهو رأي آخر من بين التسلسل ؛ و إن كان هناك إختلافاً في تفسير الآيات ففي التعاليم المجرده فالتفسير المتمم هو أن الإنسان (دينياً) خلق بهيئته الكامله تتوالى فيه تطوراته الفكريه و الخلقيه بطريقة (نسبياً) مطابقة لداروين عدا الإختلاف في نظرية الأصل.

Origin Theory  ... نظرية الأصل ؛ تنوعت الكتب لشرحها و هي ذات مرجعيه علميه  دامغه و لكن دائما ً تفتقد الحلقه المنشوده لداروين و غيره ؛ و دينيا ً تناثرت بين إختتام التفكير و المرجعية الأصليه لطبيعه التوزيع التاريخي و الكوني لنشئتي الإنسان و الكون معا ُ .. و بعيدا ُ عن التفكير المتشدد لكون الحديث عن النشئتين إلحاداُ و الذي هو بعيد عن الإلحاد و لكن تعمقا ً في التاريخ البشري ؛ هم جميعا ُ علماء توثقت أسماءهم بإنتاج جيلاُ كاملاً من العقيده النشئية للإنسان و تطوره برغم فقدان الكلمه النهائيه و الدليل الدامغ عن تلك النشئه.

و أخيرا ً ؛ ليس كل التفكير إلحاد ؛ فالعلم نفقا ً قد يوصل بين نقطتين أو طريقا ً مسدودا.
 "ن*والقلم و ما يسطرون"
"علم الإنسان ما لم يعلم"
"فلنقصن عليهم بعلم"
و الكثير من الآيات التي تحمل محاثا للعلم و النور المفقود الذي أضاء به قدامى العلماء المسلمون منابر و منارات العلم في أوروبا و العالم أجمع. فالعلم ليس إلحادا ً و لا كفرا ً و لكن تقييد الجهل الذي أُستهدف العرب من بين الوباء التركي و الاستعمار الأجنبي و آثاره هو ما طبع بين فكر و كتب العرب جهلاً منثوراً بين صفحاته.

و شكراً
محمد الرفاعي



هناك تعليقان (2):